تعتبر الأشعة التداخلية بمثابة الثورة في الطب الحديث، فقد استطاعت أن تحل محل كثير من الجراحات التي كانت تمثل هاجسًا للمريض والطبيب فيما مضى. وتمتاز الأشعة التداخلية أو (التدخلية) بأنها تتم عن طريق تدخل محدود بالتخدير الموضعي، ولا تحتاج إلى التخدير الكلي وبالتالي لا يعاني المريض من مخاطره, كما يمكن للمريض أن يخرج من العمليات بعد فترة وجيزة, وأن يعود لممارسة عمله وحياته بصورة طبيعية.
الأشعة التداخلية هي عبارة عن تدخلات دقيقة للغاية تتم عن طريق إدخال أحد الأدوات الطبية الصغيرة مثل القسطرة داخل الجسم عن طريق أحد الأوعية الدموية، والوصول من خلاله إلى الجزء المصاب فقط بدون إلحاق أية أضرار بالأنسجة المحيطة. وقد أصبحت الأشعة التداخلية الخيار الأول لعلاج الكثير من الأمراض مثل الورم الليفي في الرحم, وتضخم البروستاتا وغيرها, وذلك لارتفاع نسب النجاح التي حققتها الأشعة التداخلية مقارنة بالجراحة التقليدية أو المناظير.
(نشأة الاشعة التداخلية) في 1923 بدأ أول استخدام ناجح لتصوير الأوعية angiography في الإنسان، وفي 1953 استطاع الطبيب السويدي Sven-Ivar Seldinger أن يبدأ تقنية سلدينجر التي مهدت لتأسيس علم الأشعة التداخلية وفي عام 1964 استطاع تشارليزدوتر أن يدشن لحقبة جديدة من تصوير الأوعية عبر الجلد خلال أحد العمليات استطاع من خلالها تأسيس علم الأشعة التداخلية، وعلى هذه القواعد تطورت تقنيات توسيع الشرايين بالبالون وتركيب الدعامات المعدنية. ومن ثم تتالت بعد ذلك التحديثات في إدخال تقنيات جديدة في هذا العلم، وزاد دور الأشعة التداخلية في علاج الكثير من الأمراض حتى بات لها دور في علاج كافة أعضاء الجسم تقريبًا.